نظمت جمعية الصعيد معسكرا للتشافي في أسوان والأقصر لأطفال الجولة الفنية التي كانت من المفترض أن تقوم بها فرق جمعية الصعيد الفنية (كورال الصعيد- كورال قيثارة طيبة- فريق التحطيب الرياضي) في فرنسا، والتي من المفترض أن تكون في 8 مدن فرنسية من 15 مارس إلى 6 أبريل 2024.
ولما ألغيت الجولة هذا العام بسبب تعثر الحصول على تأشيرة الدخول إلى فرنسا، قبل الجولة بأيام، انتاب الأطفال انكسارة نفسية صعبة، لذا؛ فجاءت فكرة المعسكر ثلاثة أيام في أسوان والأقصر، من يوم 6 إلى 8 أبريل برعاية مؤسسة برتاج ، لمحاولة مساعدة الأطفال على تجاوز أزمتهم، خاصة أنهم كانوا يعانون من رفض لتصديق أن جولتهم الفنية قد ألغيت هذا العام، ومن تنمر من أصدقائهم والمجتمع المحيط بهم، لأنهم لن يستطيعوا السفر.
في اليوم الأول بأسوان، وقبل أن تبدأ الجلسة، وجهنا إلى نماذج من الأطفال سؤالا: ما كان شعورك حين سمعت عن إلغاء الجولة الفنية إلى فرنسا؟ وجاءت الردود: شعرت بالحزن، رفضت إخراج ملابسي من حقائب السفر، لم أصدقهم حين أبلغوني بذلك لأنني كنت أحلم بالجولة في فرنسا، وغيرها من الردود المؤلمة.
بدأ المعسكر بجلسة أولى تهدف إلى كسر جبل الجليد عبر أن عرفنا كل طفل على زميله، ثم طلبنا من الأطفال أن يرسموا مشاعرهم حين سمعوا بالخبر، وجاءت الرسومات لتعبر عن مشاعر سلبية ومؤلمة مثل الحزن والخجل، والإحباط، والتردد والضعف، وقلة الثقة بالنفس، والخوف من التحدث للأخريين، والتنمر الذي يواجهونه، والخوف من الذهاب إلى المدرسة، والبحث عن الدعم ولكن دون إيجاده، قال أحدهم "أشعر أنني محطم لأنني كان لدي حلم كبير".

رسم باسم وجه طفل في عينه اليمنى علم مصر، وعينه اليسرى علم فرنسا، ورسمت جويس وجه حزين، وحين سألناها أن تشرح لنا ذلك قالت: هذا وجهي حين علمت بإلغاء الجولة التي ظللت أعمل من أجلها عاما ونصف، ورسم كاراس علم فرنسا يتدلى منه حبلان والأطفال معلقة في الأحبال، تحاول الصعود حيث العلم الفرنسي إلا أنهم لا يستطيعون.
وقد تخلل المعسكر بعض الرحلات الترفيهية مثل في عرض الصوت والضوء بمعبد فيلة، ورحلة نيلية صباحية بأسوان، وزيارة وادي الملوك في الأقصر، وقد جاءت جلسة ثانية كانت عن التنمر ، وبعدها جلسة أخيرة بعنوان "حلم".

وفي ختام المعسكر كانت مشاعر الأطفال بدأت في التحسن، وتحول كلامهم من السلبي إلى الإيجابي، ومنها: سنتدرب خلال العام لنزود خبرتنا للجولة الفنية القادمة، وسوف نتقابل في الجولة القادمة، وفي رحلة أسوان تعرفت على زملاء جدد، وتعرفت أكثر على المعالم السياحية لبلدي، نزلنا البيسين، أخذنا قرار عمل مهرجانين في الأقصر والمنيا خلال العام، وسنكمل اللقاءات والبروفات الفترة القادمة، رحلتنا إلى أسوان وهي بلد سياحية جعلتنا نتواصل أفضل مع السائحين الأجانب وذلك سيجعل تجربتنا في فرنسا أفضل في التواصل، وقالت جويس الفشل خبرة. قالوا أخريين، حين عرفنا أن هناك رحلة إلى الأقصر وأسوان فرحنا، كان ذلك تعويضا. ومنهم من قال: على الحقيبة إن تسافر إلى أي مكان. وقالوا، لو لم تٌلغى الرحلة إلى فرنسا لما كنا رحنا إلى أسوان فبذلك قد ربحنا رحلتين؛ رحلة إلى أسوان ورحلة قادمة إلى فرنسا في 2025.