وحيد نجيب
رئيس مجلس الإدارة
كان العام المنتهي في 30 يونيه 2022 عاما مليئا بالبدايات الجديدة لأهالينا في الصعيد، ولنا كعاملين ومتطوعين لإدارة الجمعية، سنرى في هذا التقرير كيف تغيرت حياة الكثيرين في الصعيد؛ كبار وصغار، نساء ورجال، منهم من أتيحت له فرصة ليلتحق بالتعليم، ومنهم من كان معرضًا للتسرب من التعليم لولا تدخل الجمعية، ومنهم من كان يسعى لتحسين أوضاعه الاقتصادية فتلقى التمويل لبداية مشروعة، منهم من أصبحوا رواد أعمال.
كان العام الماضي مليئًا بالتحديثات والتغيرات التي طرأت على إدارة الجمعية، أبرزها ما يخص مجلس الإدارة. فقد أجرت الجمعية انتخابات شملت مجلس الإدارة بكامله في شهر أبريل الماضي 2022، وانضم إلى المجلس أعضاء جدد من خلفيات علمية ومهنية مختلفة، مما يبشر بالمزيد من الخبرات التي ستصب في صالح الجمعية. كانت الانتخابات نتيجة لإعادة توفيق أوضاع الجمعية مع قانون الجمعيات الأهلية الجديد رقم (149) لسنة 2019، ولائحته التنفيذية، وترتب على ذلك أيضًا بعض التغيرات، منها تغيير زمن الدورة المالية لتبدأ من 1 يوليو وتنتهي في 30 يونيو من كل عام، وتغيير واعتماد لائحة النظام الأساسي.
هذا وبلغ عدد تلاميذ المدارس في العام الماضي 12299 طالب/ة، حصل حولي 20 % منهم على منح تراوحت بين الإعفاء الكلي والجزئي من المصروفات الدراسية، كما حصلت المدارس على مراكز أولى في الأنشطة على مستوى الجمهورية والمديريات، وجاري تأهيل 4 مدارس للحصول على شهادة الجودة والاعتماد، فضلا عن 16 مدرسة حاصلة على الجودة بالفعل. واستثمرنا أيضا في تدريب وتنمية المعلمين، لذا وفرنا نحو ألفي فرصة تدريبية للعاملين بالمدارس، كما حصل ٧ من معلمي مدارس الجمعية على درجة الماجستير في العلوم التربوية والإدارة المدرسية من جامعة القديس يوسف ببيروت، ومازلنا ننمي ونستثمر في إعداد قادة صف ثان لجميع قطاعات الجمعية.
وفي مجال البنية التحتية، أجرينا تطويرا شاملا ل 4 مدارس وهم ديروط وبويط والعزايزة ودير الجنادلة، وصيانة دورية ل 31 مدرسة، كما تم تطوير وتجهيز ثلاثة مشاغل وإعادتهم إلى الإنتاج في أبو قرقاص والبياضية وبني عبيد (المنيا). كما تم تجديد حجرات بيت الضيافة بالمقر الرئيسي بالظاهر.
من ناحية أخرى، تواجه الجمعية تحديين، وهما غلاء الأسعار ومواكبة التطور التكنولوجي. في مواجهة غلاء الأسعار، اتخذنا بعضا من الإجراءات التي تطمح لتخفيف وطأة الغلاء المعيشي على أهل الصعيد، وذلك عبر جهود التنمية الاقتصادية لبرنامج التمويل متناهي الصغر، وفي مجال التطوير التكنولوجي، انتهينا من تدشين موقع إلكتروني جديد للجمعية www.upperegypt.org.eg وصدر الموقع بالفعل باللغة العربية، وجاري أتاحته باللغتين الإنجليزية والفرنسية، لإتاحة التعرف على أنشطة الجمعية على مستوى محلي وعالمي، كما يدعم الموقع إمكانية التبرع الإلكتروني، وذلك ضمن خطتنا لتحديث طرق التبرع إلكترونيا.
وختامًا، تسعى الجمعية دائمًا إلى مزيد من التطوير والتوسع وضمان استدامة أثر برامجها على المجتمعات المحلية، وسنتمكن من تحقيق ذلك بتكاتفنا معًا من أجل حياة أفضل لفقراء الصعيد.